حقوق الأبناء المقيمين في بلد الأم منقوصة عند العرب
هناك آلاف من النساء في كل بلد عربي من المتزوجات برجال من غير جنسيتها بموجب عقود زواج شرعية، ولكن ترتب على هذه الزيجات بعض السلبيات أضرت بهن أولا قبل الضرر الذي أحاط بأبنائهن.
فمتى تقوم الدول العربية بإصدار قرارات لمنح الجنسية للأبناء ولو من باب المساواة بين المرأة والرجل في المعاملة، من أجل مصلحة الأبناء المقيمين في بلد الأم التي تعاني الأمرين من أي إجراء رسمي سواء لإلحاق الأبناء في المدارس أو لعلاجهم أو للإفادة من فرص العمل المتاحة وغير ذلك.
آلاف من الأبناء المولودين لأمهات عرب هم غرباء في أوطان أمهاتهم حيث عاشوا وكبروا وانخرطوا في مجتمع الأم على مدى عقود ولم تحل قضيتهم.
ولن يقدر أحد حجم المشكلة الحقيقي إلا بعد أن يصطدم بواقع مرير وتبدأ المعاناة والمصائب تتوالى واحدة بعد الأخرى.
فبعد ولادة الطفل ويأخذ جنسية والده تبدأ معاناة الأم سواء زوجها معها أو فاقدة له فعلاج هذا الطفل يصبح غير مجاني وعندما يكبر قليلا يصبح التعليم غير مجاني وعندما يكبر قليلا تبدأ التفرقة في المعاملة بين أقرانه.
وعندما يشتد عوده ليكون قادرا على العمل فلن يجد له عملا مناسبا لأنه لا يحمل جنسية الأم أو جنسية البلد الذي يقيم فيه وعندما يرغب في الهجرة إلى خارج حدود الوطن الذي نشأ فيه لن يجد من يمد له يد العون والمساعدة ويسهل له إجراءات التأشيرة والسفر إلى الخارج.
وتبدأ رحلته عبر النفق المظلم لعله يلتمس بصيص نور أمل في ذلك النفق ولكن هيهات فهو يواجه كمّا هائلاً من التعقيدات وهناك مئات من النماذج الصارخة عن المشكلات التي تواجهها الأسر ذات الزواج المختلط فهي تتمتع بالثالوث القاتل الجهل والفقر والمرض.
وفي كل الأحوال، لا يمنح القانون العربي الجنسية إلا لأبناء الأب أما أبناء الأم فحقوقهم منقوصة لم يجدوا من يدافع عنهم لذا فهذا الطفل يحمل جنسية الأب ولماذا لا يكون لهذا الطفل الذي لا ذنب له حرية الاختيار في حمل هوية الأم أو هوية الأب ولماذا لا يحمل الجنسيتين معا؟
فلو تدخل علم الوراثة في التصنيف لأنصفه ووصى بحمل الطفل الجنسيتين لأنه يحمل صفات وراثية من الأب وصفات وراثية من الأم على حد سواء وبصرف النظر عن مدة إقامة هذا الطفل في هذه الدولة أو تلك.
وعليه يفضل ألا يعامل في جميع أجهزة الدولة على أنه لاجئ أو أجنبي ويجب أن لا يدفع الرسوم المقررة على الأجانب في الجامعات والمدارس والمستشفيات والنوادي وغيرها.
مصطفى غريب – الرياض
صحيفة الوطن الأحد 17 ذو الحجة 1424هـ الموافق 8 فبراير 2004م العدد (1227) السنة الرابعة