الحوار الوطني ليس اختلافاً، بل تبايناً في وجهات النظر لتحقيق الهدف

الحوار الوطني ليس اختلافاً، بل تبايناً في وجهات النظر لتحقيق الهدف

اللقاء الوطني الثاني والحوار الفكري تجربة نتمنى أن تكون فاتحة خير لاستمرار سياسة الباب المفتوح التي أسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.

هذه السياسة التي درج عليها ولاة الأمر حتى وقتنا الحاضر، وعلى الرغم من أن البدايات بسيطة وصعبة كمثل أية بداية، إلا أننا عندما ننطلق في الحوار الوطني بشكل واضح فإننا سنسير في الاتجاه الصحيح وبسرعة لتحقيق الأهداف الحيوية.

كما هي تجربتنا مع التنمية، فقد سارت بنا قيادتنا بسرعة تفوق المعدلات الدولية للتنمية.

ونتمنى من هذا الحوار أن يفرز للمجتمع منهجاً جديداً في أسلوب التسامح مع الرأي الآخر ونتمنى من اللجنة الإعلامية التي أُنشئت أن تكون عند مستوى المسؤولية وكذلك نأمل من مركز المعلومات أن يكون وطنيا بكل ما في الكلمة من معنى حتى يكون الإنجاز شاملا من الوطن وللوطن.

لننمي الوعي عند المواطن حتى لا يقع فريسة للأكاذيب التي تروج لها وسائل الإعلام الخارجية ولنهتم بالفكر ونجعله سمة مميزة لنا وكيف ننشئ علاقة ثقة جيدة بين المثقف والمفكر والمواطن من ناحية والمسؤول وصانع القرار من ناحية أخرى.

لنجسد العلاقة بين المسؤول والمواطن وأن يكون النقد بناءً وهادفاً حتى يكون المواطن والمسؤول شريكين للنهوض بالوطن ونبذ الخلافات التي تؤدي إلى الفشل.

وبذلك نسلك طريق الدول المتقدمة التي بدأت طريقها بالتعاون بين المواطن والمسؤول لتطبيق الأفكار البناءة التي تتبناها مراكز البحوث والجامعات والمفكرون والدعاة المخلصون وأصحاب الأقلام النزيهة والعلماء وطلبة العلم.

ثم تؤخذ هذه الأفكار التي قد تكون متباينة أو متعارضة ثم تناقش وتبحث وتوضع لها استراتيجيات ذات أهداف واضحة ثم تكون لها خطة وبرنامج عمل للتنفيذ للوصول إلى مستقبل زاهر وأمل واعد بمشاركة الجميع في العمل لبناء هذا الوطن الغالي.

ولنأخذ العبرة من بعض دول الجوار لاسيما أننا نشاهد ما حل بها من محن ومآس بسبب الشعارات الزائفة والنتيجة سراب وضياع وتشتت وتشرذم وكوارث.

ولابد من التكاتف لإنقاذ البلاد من حسد الحاسدين ومن حقد الحاقدين وكيف يمكن لنا أن نتجاوز التحديات التي تواجهنا على اعتبارنا شعباً سعودياً خاصة وعربياً عامة.

وكيف يمكن لنا أن نعمل جميعا كتلة واحدة كل في مجال تخصصه لخدمة بلادنا وكيف يمكن أن نجمع بين دور الخبرة والجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات الوطنية لدعم اقتصاد بلادنا لتحقيق الغاية المنشودة.

وكيف يكون حوارنا في مجالسنا بناءً وكيف نؤمن بوحدة الهدف والفكرة والمضمون وكيف ننمي فينا روح المفكر السعودي المسلم لطرح أفكاره حتى تصل إلى من يريد دون إلزام أحد بها بل قناعتنا بها تجعلنا نلتزم بها وهي قناعة داخلية عن إرادة حرة.

وكيف يكون لنا أن نستعرض وضعنا الراهن بشفافية ونزاهة حتى في مجالسنا الخاصة وكيف نكون أوفياء لبلادنا وولاة أمرنا لندعم تقدمنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي.

وكيف نحدد مستقبل العلاقات السعودية العربية والغربية ومع باقي قارات العالم وتكون لنا مسيرة حوار حر مع المجتمعات الأخرى ونحن في هذا الزمن بأشد ما نكون فيه لمثل هذا الحوار والمراجعة.

وكيف نتبنى أسس وثوابت الأمة وتنميتها وتحديد هويتنا وكيفية المحافظة عليها من خلال البرامج الثقافية الملائمة المعتمدة على استراتيجية موضوعة من ولاة الأمر حتى نسير عليها.

وكيف نعمل على ترسيخ الأفكار والفعاليات التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة حيث لا ينبغي التفريق بين أبناء الوطن الواحد حتى يتحقق تضامن الشعب مع قادته فتتوحد جهودهما، لتصب في المصلحة الوطنية العليا.

وكيف يمكن لنا تفعيل التواصل مع التيارات الفكرية المختلفة والتوفيق فيما بينها وكيف سنحقق طموحات الدولة ومسؤوليها بدراسة عوامل تسريع نمط العمل الإداري لتحقيق هذه الطموحات لا أن نغرق في الجدل بين التيارات المختلفة ولا نخرج بنتائج لتحقيق هذه الأهداف.

فالحوار الوطني في غالب ظني ليس اختلافاً على الهدف بل تبايناً في جهات النظر الملائمة للتطبيق وصولاً لهذا الهدف.

مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن   الخميس 16 ذو القعدة 1424هـ الموافق 8 يناير 2004م العدد (1196) السنة الرابعة