التشكيك في أمن المطارات السعودية وراءه مصالح إسرائيلية
ثلاثة أخبار ذوات صلة بأمن الطيران المدني تحمل في طياتها الكثير من المعاني والكثير من التناقض، فحوى الخبر الأول الذي نشر يوم الخميس 14 أغسطس 2003 قرار شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش إيرويز) بإيقاف رحلاتها الجوية الأسبوعية المنتظمة لكل من مدينتي الرياض وجدة بالمملكة العربية السعودية
والسبب في تعليق تلك الرحلات الجوية بين الدولتين حسب تصريحات الشركة البريطانية بناء على معلومات استخباراتية موثوقة بوجود مخاطر كبيرة ضد مصالح الطيران البريطانية بالسعودية، ومخطط لمهاجمة هدف بريطاني يعتقد أنه طائرة، ووصفت بالاحتياطات الأمنية
أما الخبر الثاني المعاكس فهو من نفس المصدر أيضا أي إعلان شركة النقل الجوي البريطانية عن عزم الشركة تسيير رحلتين جويتين أسبوعيا في القريب العاجل بين العاصمة البريطانية لندن وبغداد والبصرة بالعراق المحتل وبناء على رؤية حكومية لم يوضحها ريتشارد ريش مدير الخطوط البريطانية في السعودية والبحرين
ومهما قيل عن مطارات المملكة العربية السعودية فإنها وبشهادة سجلها الأمني تظل بفضل من الله من أفضل مطارات العالم من ناحية الأمن والسلامة, بينما الوضع الحالي لمطاري بغداد والبصرة يمكن تصنيفهما دون تردد بأنهما من أخطر مطارات العالم نظرا لظروف الاحتلال والمقاومة
فالجنود الأمريكان والبريطانيون أعجز عن حماية أنفسهم عوضا عن حماية مطاري بغداد والبصرة, حيث لا أمن ولا أمان بالعراق ولا دولة تسهر على حماية المواطنين والممتلكات ولا جهة أو مؤسسة رسمية أو شبه رسمية معتمدة دولياً أو محلياً مسؤولة عن أمن وسلامة الطيران والأجواء بالعراق
وحيث يوجد بالعراق حسب التقديرات الغربية عشرات الآلاف من الصواريخ المحمولة على الأكتاف من طرازات (ستيرلا) و(قمليت) و(قروس)، وهناك العديد من المواطنين العراقيين الذين تعتمل في صدورهم دوافع الانتقام ولو بصورة عفوية من القوات الأمريكية والبريطانية الغازية
وهناك مقولة في عالم البحث عن الجريمة تقول إذا أردت أن تعرف المجرم فابحث عن المستفيد من الجريمة
وتعليقا على الخبر الأول فمن المعروف من المستفيد من التشكيك بأمن المطارات السعودية هو الكيان الصهيوني الغاصب لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبالتالي بسهولة يمكن التعرف على مصدر المعلومات الاستخباراتية ألا وهي المعلومات الاستخبارية الموثوقة
من الموساد الإسرائيلي الذي لم يزل يحاول زعزعة الأمن بالمملكة وتشويه صورتها الأمنية وزعزعة منطقة الشرق الأوسط ككل بشتى الطرق
وقد تبين أن تلك المعلومات الاستخبارية الموثوقة قد نقلت بالتسلسل إلى شركة الخطوط الجوية البريطانية عن طريق وزارة المواصلات البريطانية عن طريق الاستخبارات البريطانية عن الموساد الإسرائيلي
ولا يسع المرء إلا أن يلاحظ المفارقات الغريبة والعجيبة التالية وهي حسب هذه الرواية حصر المخاطر في استهداف الخطوط الجوية البريطانية من دون شركات النقل الجوي العالمية التي تسير رحلاتها من وإلى المملكة العربية السعودية
لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا وتذكرنا, المحاولة الفاشلة بالصواريخ المحمولة على الأكتاف ضد طائرة إسرائيلية من طراز بوينج 757 تابعة لشركة آركيا الإسرائيلية وهي في مرحلة الإقلاع من مطار ممباسا بكينيا لتأكدنا يقينا ما الهدف من إثارة تلك الحادثة
وبناء على القاعدة السابقة الذكر نتبين أن الشركات الإسرائيلية والمتضامنة مع الشركات الأمريكية, تقوم بمحاولات مستميتة لتسويق أنظمة دفاع صاروخي تعتمد على تقنية الماغنسيوم المشتعل والمقذوف من الطائرات المدنية التي ترغب هذه الشركات بالتسويق لها
وهو محور الخبر الثالث الذي لا يقل أهمية عن الخبرين السابقين وهو الخبر الذي نشر في “الوطن” يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2003 العدد 1054 على شكل رسم توضيحي من شركة جرافيك ديزاين البريطانية وهو عبارة عن صاروخ مضاد للطائرات المحمول على الكتف
والغريب في هذا الخبر أن صورة الشخص الذي يحمل هذا الصاروخ شخص يلبس الكوفية الفلسطينية وهي معروفة لأي ناظر لها من الوهلة الأولى لأنها مزركشة باللون الأسود على الصوف الأبيض ،وباقي مشهد الصورة جهاز ليزر للأشعة تحت الحمراء يكتشف الصاروخ ومن ثم يطلق شعل الماغنسيوم الحراري المقذوف لتوجيه الصاروخ إلى مكان آخر بعيدا عن الطائرة المدنية المراد حمايتها
والهدف من الأخبار الثلاثة, كما أسلفنا ما هي إلا حملة تسويقية هدفها إقناع شركات النقل الجوي العالمية لشراء أنظمة دفاع صاروخي تعتمد على التقنية السالفة الذكر
وقد فشلت شركات السلاح اليهودية فشلا ذريعاً في تسويق هذه الأنظمة الدفاعية ضد الصواريخ نظراً لخطورتها الشديدة على الطيران، مما أدى إلى إحباط مساعيها في جني أرباح سوق يقدر حجمها بحوالي200 مليار دولار أمريكي
وعليه نرى الشواهد في تدبير حادثة ممباسا وخبر توقف رحلات الخطوط البريطانية والمعتمدة
ولذلك فمن أهداف إثارة هذا الموضوع هو ربط هذا الفلسطيني الحامل للصاروخ المضاد للطائرات بحماس والجهاد الإسلامي الذي أول ما تأثر بذلك كولن باول وجورج بوش بعد ما استهدف المناضل إسماعيل أبوشنب بالصواريخ الأمريكية حيث طالب السلطة الفلسطينية بنزع أسلحة المقاومة
مصطفى غريب – الرياض
صحيفة الوطن الأحد 24 رجب 1424هـ الموافق 21 سبتمبر 2003م العدد (1087) السنة الثالثة